الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

..[ الإيدز ] .. مرَّة أُخرى..!

بسم الله الرحمن الرحيم
تحيّة طيّبة وبعد ,
« الحرام » سمة هذا المرض، رغم أن حالات كثيرة منه لا تعرف كيف أصيبت به ، فالكل يداري ، والكل يختبئ أمام قول الحقيقة ، لكن ما حدث قد حدث.. فماذا يتبقى لهؤلاء غير العلاج ، والرأفة الإنسانية في انتظار مصير محتوم ؟
مرض الإيدز أكثر من قضية صحية، بل هو مشكلة اجتماعية وإنسانية وحقوقية، وأيضا هو مشكلة تنموية .
مرضى الإيدز : منبوذون من أفراد المجتمع ، بالإضافة إلى اعتقاد الكثيرين بأن المرض يمكن أن ينتقل عبر الهواء، أو المصافحة !..
[ قصص واقعيّة من البحرين ]
عشر نساء من أصل أربعين انتقل إليهن الإيدز من أزواجهن، ويرفضن الطلاق!الكل ينادي برعايتهن، وتصرف وزارة الصحة لهن العلاج مجاناً، رغم أن كلفة مريض الإيدز الواحد ألف دولار أمريكي شهرياً!تقول إحداهن: “انتقل إليّ مرض الإيدز من زوجي، من خلال علاقاته المحرمة، ثم إلى جنيني البريء، ولم أكن أعرف بأن الآلام الحادة التي تعرضت لها أثناء الحمل هي أعراض مرض الإيدز”.
وهناك طالبة جامعية مصابة انتقل إليها المرض من قريبها المدلل، الذي كان كثير السفر إلى جنوب شرق آسيا، تتابع: “تزوجنا وظنت والدته أنها ستضع نهاية لعبثه، بعد سنة من زواجنا تعرضت لحادث، لأكتشف أنني أصبت بالإيدز، الذي انتقل إلي من زوجي، حيث اعترف بعدها أنه كان يتعاطى المخدرات، وخيرني إذا أردت أن أتركه، وبدأت أعراض المرض تظهر عليه، ففضلت البقاء إلى جانبه”.
في حين تروي أم عادل انتقال مرض الإيدز إليها عبر عملية نقل دم قديمة عند ولادتها، وتعرضها لنزيف حاد، وتقول: “رغم أنني أتلقى العلاج فأنا أحس بأن الموت ينتظرني وراء الباب، بينما نظرة المجتمع تطاردني وتقتلني في كل ثانية”.
.. إحصائية ..
في البحرين 293 حالة إيدز حتى بداية 2007 منها 161 حالة على قيد الحياة، و32 حالة مستقرة، بينهم طفلان، والبقية تتراوح أعمارهم بين 30 الى 40 سنة، توفي منهم 23 لأسباب مختلفة، بينما هناك 100 حالة وفاة بسبب مضاعفات المرض!
ويتم الآن إجراء الفحص قبل الزواج لاكتشاف أي حالة إصابة، وخلال فحص أكثر من 10 آلاف متقدم عام 2005 كانت هناك حالة واحدة فقط، بينما تقدم عام 2006 للفحص 10 آلاف لم يتم اكتشاف أي حالة.
أسباب انتقال الفيروس :
نقل الدم الملوث , الاتصال الجنسي ,إدمان المخدرات , من الأم للجنين , وهناك حالات غير معروف مسبباتها .
..!! بين الصدمة والغضب !!..
رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز في البحرين، الدكتورة سمية الجودر، أكدت أن 10 نساء من أصل 40 امرأة تسبب أزواجهن بنقل الفيروس إليهن، بينما هناك اثنتان انتقل إليهما عن طريق علاقاتهما المحرمة.
وتضيف: “اللجنة تطلب من الزوجات إجراء فحص إجباري لهن، للاطمئنان على صحتهن بعد إصابة أزواجهن، وهناك تفاوت في ردود أفعالهن بين الصدمة والغضب، وتقبّل “قضاء الله وقدره”.
.. يستحقون الرعاية ..
يرى مسؤول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDBI أن الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة وأسرهم، وبصرف النظر عن مسؤوليتهم، فهم يستحقون الرعاية والعلاج والتعليم، وهذا يمثل حقاً كاملاً للنساء مثل الرجال، وأشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز والهيئة الدولية لصحة الأسرة، أطلقا العديد من البرامج التي تساعد مرضى الإيدز نفسياً واقتصادياً، كذلك يرى نائب الأمين العام للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، عبد الله الدرازي، بأن من واجب الدولة التي ينتمي إليها المصابون بالإيدز، توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والقانونية والتشريعية الكاملة، وأن لا ينظر لهم “كمجرمين”.
..!! التفريغ للضرر !!..
“السرية التامة في التعامل” هذا ما أكدته المحامية ابتسام محمد الصباغ، بالنسبة للطبيب المعالج، وتابعت: “يحاسب الطبيب قانونياً إذا أفشى سر مرضاه، ويجوز للمريض تقديم شكوى والمطالبة بتعويض، وهذا موجود في الفقه القانوني، ومتبع في محاكم البحرين، وقانونياً يجوز للمرأة التي أصيب زوجها بالمرض طلب الطلاق أو التفريغ للضرر،.
.!! حق الطلاق والتعويض !!..
رجل الدين، سيد ضياء الموسوي، قال بأن على الزوج المتسبب تخصيص نفقة للزوجة للعلاج، ومراعاة حالتها النفسية كضحية لهذا المرض، خصوصاً أن المجتمع ينظر لضحايا المرض نظرة ازدراء، رغم أنه قد ينتقل بأسباب لا علم للمريض بها، وكافة الأديان السماوية تتعاطى مع المريض تعاطياً إنسانياً بخلاف ما هو سائد في الثقافة المجتمعية.
..!! الرأي القانوني: سوء النية !!..
المستشار القانوني، السيد مصطفى، قال عن حق المصاب بالإيدز في رفع دعوى قانونية: “نستطيع قياسها على “حادث سيارة” فإن تسببت لأحد بأذى، وعن طريق الخطأ، لن تعود الدعوى إلا بتعويض مالي، وكذلك الحال عند المصابين بالإيدز، فإذا تضررت الزوجة من زوجها فليس بإمكانها رفع دعوى عليه إلا إذا أثبتت سوء نيته ، أي التقصد بنقل العدوى، وهذا غير ممكن، لأنه على الأغلب سينكر ذلك، هذا إذا لم يتهمها هي بنقل العدوى إليه، وما من شك أن من أصيب بالمرض بسبب معاشرته مومساً يكون مذنباً بكل الأحوال”!.
لابد من صياغة تشريع دولي لمكافحة هذا المرض، والذي غالباً ما تتم العدوى به عن طريق التجارة غير المشروعة بالجسد الأنثوي، فبعض النساء والفتيات يتعرضن إلى سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي المتاجرين بهن، وفي هذا السياق أيضاً لابد من وضع قانون يجرم التجارة في هؤلاء النساء اللاتي يأتين من أوروبا، وينشرن الإيدز، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب ترحيل السائحات اللاتي يجئن من أجل نشر الإيدز.
..!! رأي علم الاجتماع !!..
ضرورة التثقيف!
«السبب الرئيس في انتشار الإيدز يرجع إلى عدم وجود التوعية الثقافية الجنسية لدى الشباب والفتيات وهناك شريحة كبيرة تؤيد عدم تدريس مادة التثقيف الجنسي لطلبة المدارس والمراهقين، ومبررهم في ذلك أن التوعية تأتي دائماً من الآباء داخل المنازل، إلا أن الكثير من الآباء والأمهات يخجلون من مفاتحة الأبناء في هذه الأمور، بسبب العادات الاجتماعية».<< حاربوا أميتهن !إذا كانت احتمالات انتقال المرض من الرجل إلى المرأة، نظرياً، أعلى من انتقاله من المرأة إلى الرجل بمستوى الضعف، فإن المعطى الفسيولوجي لا ينبغي أن يخفي مجموعة من العوامل الأخرى المرتبطة بالوضع الاجتماعي للنساء، من أمية وفقر تطالهما بدورهما ظاهرة التأنيث أيضاً، ولا غرابة أن يتم تحويل هذا التأنيث إلى مجال المرض، بحكم أن الأمية والفقر يقترن بهما الجهل بمقومات الوقاية والوعي الصحيين. ولما كانت التربية الجنسية تشكل أحد التابوهات في مجتمعاتنا فهذا يساهم في تحسين أوضاع المرأة الاقتصادية والاجتماعية والقانونية أمر ضروري لتفادي تصاعد وتيرة إصابة النساء بهذا المرض وانتقال الفيروس إلى أبنائهن.
..// الإيدز حول العالم // ..
أكدت الإحصائيات وفاة 3 ملايين شخص بالإيدز، وأن عدد المصابين حول العالم يقدر بحوالي 5 ملايين مريض، في حين يقدر مجموع حاملي الفيروس والمصابين به حتى الآن أكثر من 40 مليون شخص، ويصاب يومياً حوالي 14 ألف شخص.
.. بعد الإحصاءات التي تشير إلى تزايد أعداد ضحايا فيروس الإيدز شعر المجتمع الدولي بفداحة هذه المشكلة وخطورتها ، ولهذا كانت مكافحة الإيدز والسل والملاريا واحدة من الأهداف الثمانية للألفية الثالثة .
والآن هناك العديد من برلمانات الدول العربي [ كاليمن وقطر ] تبحث قوانين لحماية مرضى الإيدز إلا أنّ بعض المرضى يرون في ذلك تمييز ضدهم , وهناك مَنْ يرى أن هذه خطوة إيجابية لبناء مجتمع واعي ومُدرك . ومحاولة تقليص عدد ضحايا هذا الفيروس .
س / لِمَ لا تُغلق الفنادق التي تبيع أجساد نساء فاجرات ينقلن هذه الأمراض ؟ بدل أن يتشجار نوّابنا الكرام على أتفه الأمور ؟
أم أنه ملف يُحرّم على الشعب التناقش فيه ؟
---
عشرون عاما مضت منذ أن بدأ العالم بإحياء اليوم العالمي للإيدز في 1 ديسمبر/كانون الأول من كل عام. منظمة مكافحة الإيدز التابعة للأمم المتحدة تقول ان الحكومات بدأت أخيراً بالتعامل بجدية مع الإيدز إلا أنها تحذر من أن العالم لا يزال في بداية الطريق.
الإحصائيات لعام 2007 تشير إلى أن الذين اكتسبوا فيروس HIV الذي يسبب مرض الايدز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغ 35,000 شخص وأن عدد المصابين بالفيروس في المنطقة يقدر بـ380,000 فرد، أغلبهم من الذكور.
هل هذه الأرقام تعكس مدى انتشار المرض في الدول العربية أم أن التكتم يقلل من حجم المشكلة؟
هل حقاً هذا المرض على مرتبط بسلوكيات "غير سليمة" بل محرمة؟
كيف يمكن التعامل بشكل فعال مع المرض إذا كان المجتمع يجرم المصاب؟
مثال على ذلك: منظمات حقوق الإنسان أتهمت، في بداية هذا العام، الشرطة المصرية باعتقال أربعة أشخاص للاشتباه في أنهم حاملو فيروس الأيدز، وقاموا بربطهم في أسرة المستشفى وأرغامهم على الخضوع لفحوصات.
هل انطلاق حملات إعلامية صريحة عن الثقافة الجنسية واستخدام الواقي الذكري يمكن أن تساهم في حل هذه الكارثة؟ ام أنها تعد تشجيعا على ممارسة الجنس تحت إطار الليبرالية والحريّة ؟
فائق الاحترام والتقدير ,,,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضوؤكم يُبهِِرُني فلا تحرموني عبوره ,