الأحد، 1 فبراير 2009

و هل تتحدَّى ..؟









ويحُك يا هذا



كم مرةً أخبرتني أنك ستغيب طويلاً ..؟



كم مرةً كنت تقسم فيها بحدِّ نصل الخنجر



أنك ستغيب دون رجوع



وتعود مرةً أخرى



ينزفُ الطريق



من نقر خطواتك



تطأطئ رأسك



كطفلٍ يعتذر



ينشد السماح



يطلب الغفران



:. آسف لم أستطِع .:



وعندما تصطفق الأقداح نخب رجوعك



تعودُ مجدّداً بفكرة الغياب



فتخترع قارورةً ترمي فيها نفسك



وتطلب أن أقذفك بها في البحر ..!



ليس الغياب دواءً لوجعك




أو ضماداً لجرحك




لا بد أن تفتح الجرح



وتعالجه من جذوره



وبعدها لك مطلق الحرية



تضمد الجرح



أو تلّفه بالشاش




أنت لا يمكنك ن تبتعد عني




لأنك بدوني سراب




لأنك سديم




لا شيء




وهل تتحدى ..؟




لا تهددني بوعودك الزائفة




بتُ أضحك من قيثارات تلك الوعود




خانك الوقت ؟




أم خانك سوء العزف على القيثار ؟




خذْ الناي إنْ كان ينفع ؟




أو هاك المزمار ..




أنت طفلٌ تريدُ أن تلعب الأرجوحة




لكنك لا تدرك أن الأرجوحة تحتاج




لحبلين مشدودين





أنت سمكةٌ تريد أنْ تعود للديار




لكنك لا تعلم أنْ المياه هاجرت البحار




يؤلمني كثيراً غباؤك




يحزُّ في قلبي نغم قيثاراتك الخائبة




ترقص على مواجعك




وترمي تهديداتك




ثم تأتي تطلب السماح




وعليّ أن أغفر لك دوماً وأبداً




لأنك




معشوقي الصغير





طفلٌ لا يدرك ملامحه إلا بمرآتي




لأنك طفلٌ لا يحترف صنع




طيارات ورقية ..




ليسافر بها بعيداً .. بعيداً ..




خلف الأفق




ويخفي رجوعه ..















مساء الخميس


8 ديسمبر 2005



يتضـاعفــون








يتضاعفون .. في كفِّ يدي



يتضاءلون .. كالرمل الذي



يعدو فوق هدوء قبري



يتخاذلون .. كأنني أنا التي



رميتُ نجومهم في البئر



يتباعدون ويبتعدون



لا أدري لِِمََ ينحرفون



عن دربٍ مشيناه



و عبّدنا مشاويره



بخطواتنا وظلالنا الأرجوانية



سمعتُ اليوم منهم



كلاماً كالماء



يتبخّرُ في أحداق القمر



و عشتُ العمر



لأروي لهم ما قد حلَّ



بالشمس التي خلف نافذتي



تُغني لي ألحاناً تُشبه أسماءهم



.. و عن الفراشات التي



تعبر زغب أحلامي



و تمُرُّ بين أسنان المشط



لتصقل خصلات شعري



بحبر أشعارهم



و الحبر قد يجُفّ




لكن الفراشات لا تزال تُرفرف فوق شُرفتي ,,



يتبخّرون كالعطر



الذي لا يدوم إلا في الجسد




وهم في جسدي وشمٌ يأبى أنْ يُمحى



كنقش الحنّاء في أظافري



منذُ نعومتها



كالوجع الذي ينضح



في البلور



و في عيونهم العذبة



كالماء الذي يتضرّج




برسائل الشوق الصفراء




كأحمر الشفاه حين يتضرّع



لسمائهم .. يرجوهم القُبلات



.. ويكتظُ قلبي بأيام الغياب





2007

ينتهِـكُـ حُـرمة الجسدِ









ينتهكُ حُرمة الجسد


ويعرضُ صدره لهواء الحانات


ليغطي الغبار صوته الشارد


وتختلط الأوجاع بمخاط السماء


كيف كان قبل ولادته ؟


يخلط العمر بعناصر الطبيعة الملوّثة


وهو يفتح رئتيه لدخان النسيان


ويصفع خدّ الشواطئ


بسواعد البلوط


وحين ينحدر البحر


تنحسر أعضاءه


وتنبطح فوق جسرٍ


يمتدّ من خنصره حتى الإبهام الرابع


كيف كان بعد ولادته ؟


يحيِّك الكفن بلعاب العناكب


ويخدش الشمس بأصابع الدم الأرجواني


والقرمز في أحداقه


يهرب نحو أجنحة النوارس


ويبقى يُهيّئ نفسه لجنازته


ويزرع الدفلى والكافور


في شفتيه


لئلا تراهما الشمس


حتى يخضب لسانه


دون أن ينقش فوق تجاعيد الجبين


اسمه الأخير


لم يكن باختياره


ولكن هذا ما شاءته الأقدار


ويسأل كيف يكون


بلا صوت ولا حركة


بعد مماته ؟


الأحد 15 يوليو 2007