الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

باراك أوباما .. وبعد ,

بسم الله الرحمن الرحيم

تحيّة طيّبة وبعد ,
كان من المفترض أن أقدِّم آخر امتحان لي في يوم الأحد بتاريخ 4/11 .. فالدكتور حدّد لنا الموعد في أول يوم دراسي لنا بالجامعة, لكني اعترضتُ : لا دكتور ماقدر أقدمه في 4/11 .
سألني: ليش؟؟
أخبرته: انتخابات امريكا !
ابتسم وأخبرني عن موعد امتحان لشعبة ثانية بتاريخ 5/11 .

لا تتصوروا فرحتي بفوز أوباما.. كنت متأكدة من فوزه.
سواء أوباما أو ماكين .. الإختلاف بينهما يكمن في أمور داخلية لا تهم العرب , مادامت السياسة الخارجية لأمريكا هي ذاتها لا تتغير .. فهي ستبقى وتبقى وتبقى .. حليفة إسرائيل , إلا أنّني أتفق مع رأي نعوم تشومسكي وهو : إن على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة أن تذهب إلى "الأقل شراً" على حد تعبيره، لأن باراك أوباما وسلفه من المنتخبين من الحزب الديموقراطي أبدوا مرونة سياسية أكبر من الجمهوريين، الذين يوصفون بالتشدد والميل لقرارات ترتبط أكثر بالحروب والردود العسكرية الحاسمة.
وهذا واضح حتى في المناظرات بين كلا المرشحين فأوباما دائماً يحافظ على هدوئه وضبط أعصابه بعكس ماكين الذي يكاد تفلت أعصابه منه .. ويصبح في حال يرثى لها !
و كتأكيد لكلامي , ما قاله د. عوض هشام في محاضرة ( الاعلاميون وضعف اللغة ) بمنتدى كلية الآداب حيث تحدث عن أن خطابات أوباما تؤثر في الجمهور أكثر من خطابات ماكين .. والسبب يكمن في فصاحة أوباما وانتقاءه لألفاظ في محلها بعكس ماكين .. // ماعنده غير يصارخ كأنه بطة على أبواب الشيخوخة !

على كل حال يجب أن لا نفرط في التفاؤل , بل علينا أن نتوخّى الحذر ذلك أن إدارة أوباما ستواجه أعباء هائلة على المستوى الداخلي ومنها الأزمة الاقتصادية وأعتقد أن هذه الأزمة ستتبوّأ البند الأول من أجندة أوباما .. لكن يجب ألا نغفل أن إسرائيل تلعب دورا محوريا في السياسة المحلية الأمريكية، ولا أعتقد أن ذلك الدور سيتغير قريبا، وهو دور ليس نتاج مؤامرة أو جماعة وظيفية، وإنما نتاج أعوام من العمل الطويل لجماعات مختلفة يهودية ومسيحية وسياسية.
التغير الذي قد يطرأ ، سيتمثل في كيفية تأييد إسرائيل خاصة أن العرب واليهود الأمريكيين الذين أيدوا أوباما وهم جيل جديد وشاب في تعاملهم مع السياسة يريدون السلام.
من المؤكد أن أوباما سيتصدى للعراق، باعتباره مسألة تهم الداخل الأمريكي.
وطبعاً عندما أقول يجب ألا نفرط في التفاؤل ذلك أنّنا تعودنا منذ أيام روزفلت ان نغني أغنية (عادت الأيام السعيدة ) عندما يصل ديمقراطيون إلى السلطة في أمريكا ، أنا أحذر من إنشاد تلك الأغنية في الشرق الأوسط حاليا، فالمشاكل فيه معقدة للغاية بعد ثمان سنوات من الإهمال والتهور من إدارة بوش، كما أن إدارة كلينتون لم تهتم بعلاج المشكلات الأصلية واكتفت بحفلات توقيع الاتفاقات بين إسرائيل وجيرانها ليذهبوا جانبا ويحلوا مشكلاتهم.
وهنا أذكر ماقاله إدوارد سعيد : كانت كلمة ياسر عرفات أقرب إلى كلمات إداريي الأعمال .. منها إلى كلمة رجل سياسة محترف ! حتى أنّك قد تندهش لو علمت أنّ ياسر عرفات حين وقّع اتفاق سلام مع اسرائيل ماكان يفقه اللغة الانكليزية , ولم يُترجَم له بنود تلك الاتفاقية المدوّنة باللغة الانكليزية , بمعنى آخر ( كان أطرش بالزفة .. وقّع وهو أعمى , وانتهى به الأمر إلى توجيه الشكر لكلينتون !!! مرحى مرحى بالسلام !!

في اليوم الذي تلى ظهور نتائج الانتخابات كان على قناة الجزيرة خبراً عن احتفالات في قرية افريقية اسمها كوغيليو .. كان المواطنون فيها يرقصون وهم يحملون أعشاب في أياديهم .. ربما لأنهم لا يملكون لافتات تعبّر عن سعادتهم .. فترجموا مشاعرهم بحمل تلك الأعشاب ربما تعبيراً منهم عن السلام الذي يُمنّون أنفسهم بقدومه في عهد أوباما , وقد سئل أحدهم عن شعوره فقال : لو عندي القدرة على ذبح بقرة لذبحتها لأجل اوباما ..إلا انني انتظر مساهمات اهل الحي ...
لكم تأثرت بكلامه .. الخبر كان يُظهر مدى محبة الشعوب للشخصيات السياسية وكيف أنّ هذه الشعوب المسكينة تعتبر تلك الشخصيات قدوة .. أو على الاقل تعطيها شيء من التمجيد ..
وبالنهاية الشعوب دائما ضحايا استبداد حكامهم .. أو سياساتهم الغبية.

مثلاً محاكمة البشير رئيس السودان ..سواء تمت محاكمته أو لم تتم ..الشعب هو من يدفع الثمن لأنه الضحية.

بعد اعدام صدام , الشعب دفع الثمن في فترة حكمه وبعد اعدامه ..وسيبقى كذلك لأنه ضحية
في كل دولة تحدث لها ثورة او انقلاب او تغير في ظروفها سواء على الصعيد السياسي ..الاقتصادي ..الاجتماعي .. الشعب هو من يدفع الثمن لأنه ضحية .

سابقاً كنتُ أرى أن الديمقراطية شيء مقدس وسامي .....وإلخ من هذه الألفاظ الرنّانة.
لكني حين درستُ القانون الدستوري وتعرفت على بعض الانظمة السياسية .., وحالياً أقرأ كفاحي لأدولف هتلر .. صرتُ أرى ان الديمقراطية مجرد لغو ومشاجرات بين أعضاء البرلمان على حساب الشعب.
يزعمون أنهم يمثلون الرأي العام , ويعتبرون النواب المرآة التي تعكس كلمة الشعب لكن أين كلمتهم؟؟ كل واحد من هؤلاء الأعضاء يستغلون وجودهم في البرلمان لصالح حزبهم وهذه مصلحة خاصة .. تعد هدم لمصالح الشعب العامة ..
المشكلة أن بعض البرلمانيين ليس لديهم وعي سياسي ولا حتى ثقافة .. فلتحيا الدكتاتوريا ..إن كانت الديمقراطية تجعل من الشعب علكة في أفواه البرلمانيين ..
على الأقل الدول التي قامت على أساس دكتاتوري وكان حكامها طغاة ودكتاتوريين حققت نجاح حتى لوكان مؤقت ..فالنجاح الذي حققته ماكان مؤقت إلا بسبب ثورة الشعب , أو مثلاً ماحدث في ألمانيا .. سقط الحزب النازي بسبب الحرب العالمية الثانية .. لولا الحرب كان استمر.
صحيح أن الشعوب مضطهدة في ظل النظام الدكتاتوري .. وكثيراً ما تُقمع حقوقها لكن على الأقل الدكتاورية واضحة ..مكشوف أمرها , بينما الديمقراطية .. تخنق الشعب بتفاهات البرلمانيين في الوقت الذي تزعم فيه أنها تعكس الرأي العام ..

وكما قال أدولف هتلر : أرى أنّ سلطة الدولة لا تقوم على ثرثرات البرلمانيين ولا تُستمد من القوانين التي تفرض احترام السلطات ومن أحكام القضاء التي تهدف إلى ارهاب الذين يتجاهلون سلطة الدولة أو يرفضون الاعتراف بها . إنها تقوم على الثقة بالذين يمسكون بالدفّة ويديرون الشؤون العامة وهذه الثقة تكون وليدة الاقتناع بصدق وطنيّة السلطات وتجرّدها كما تكون وليدة الارتياح العام إلى نظام الحكم القائم وشرائعه وإلى المبادئ التي يسترشد بها .

... اعذروا عدم قدرتي على الشرح بشكل أفضل , لكن // أنا هيك أشوف !

فائق الاحترام والتقدير ,,,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضوؤكم يُبهِِرُني فلا تحرموني عبوره ,