الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

الزواج الإجباري , بنظرة قانونية


بسم الله الرحمن الرحيم

تحيّة طيّبة وبعد ,

[ الزواج الإجباري ] يحدث الزواج الإجباري عند تعرض فتاة صغيرة أو شاب صغير لضغط العائلة بقصد الزواج. يمكن أن يكون هذا الضغط بدنياً أو نفسياً.
ويعتبر إرغام الغير على الزواج عملا مخالفـًا للقانون في بعض الدول . كما إن الخروج من هذه الدول التي ترى في الزواج الإجباري مخالفة لقوانينها , بصحبة شبان إلى دولة أخرى وإرغامهم على الزواج هناك يعتبر مخالفـًا للقانون.
في السنوات الأخيرة أصبح الزواج الإجباري بين المهاجرين الشبان من المواضيع التي يتم مناقشتها بشكل واسع. ويعتبر السياسيون وغيرهم من الناس، الزواج الإجباري من المشكلات الخطيرة ويحاولون العثور على حلول لوضع حد لها.

من أمثلة تلك القوانين :

القانون النرويجي :

"للرجال والنساء نفس الحق في حرية اختيار شريك الحياة. ويتم الزواج برغبة الشخص وبموافقته". من القسم 1أ من قانون الزواج."في حالة وقوع زواج إجباري يعاقب كل من أرغم شخصـًا آخر على الزواج عن طريق العنف أو فقدان الحرية أو الضغط غير اللائق أو بواسطة أي تصرف مخالف للقانون أو بالتهديد باللجوء لمثل ذلك السلوك. وعقوبة إجبار الغير على الزواج هي السجن 6 سنوات. ويعاقب من يساعد أو يحرض على القيام بهذا الفعل بنفس العقوبة". القسم 222، القسم الفرعي 2، من قانون العقوبات النرويجي.هناك العديد من المنظمات تحاول مساعدة الشبان الذين يشعرون بأنهم تعرضوا لضغوط بقصد الزواج.

على سبيل المثال، يقوم مركز الصليب الأحمر الدولي في أوسلو (ORKIS) بتشغيل خط لمساعدة المرغمين على الزواج. يمكن الاتصال بهذا المركز إذا كنت بحاجة للمساعدة أو إذا كنت ترغب في التحدث مع شخص ما. ويلتزم كل من يعمل في المركز بواجب الكتمان ولست ملزمـًا بذكر اسمك إذا لم تكن ترغب في ذلك. الاتصال بالمركز مجاني.

.. قبول وإشهار ..

هذان هما الشرطان اللذان اتفق عليهما جمهور العلماء المسلمين لعقد الزواج الصحيح. غير أن الحقيقة تشير إلي واقع مرير يخالف ذلك. ففي بريطانيا حيث عقد مؤتمر مناهضة الزواج الإجباري يتم الإبلاغ كل عام عن ثلاثمائة حالة من الزواج التي يجبر فيها أحد الأطراف علي الزواج دون إرادته. خمسة وستون بالمائة من هذه الحالات ترد من أشخاص من أصول باكستانية وثمان وعشرون بالمائة منهم تعود جذورهم إلي بنجلاديش. والبلدان تقطنهما غالبية ساحقة من المسلمين. ويقول بيتر آبوت رئيس وحدة مناهضة الزواج الإجباري التابعة لوزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين والتي استضافت هذا المؤتمر إنه لا يعرف سببا علي وجه التحديد سبب تزايد هذه الحالات بين أبناء المجتمعات الأسيوية.
ويضيف قائلا: "اعتقد أن هناك الكثير من حالات الزواج الإجباري فتحدث بين أبناء بلدان الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا لكننا لا نعلم الكثير عن هذه الحالات كما يحدث بالنسبة للحالات التي يتم الإبلاغ عنها لأفراد وحدة مناهضة الزواج الإجباري من أبناء المجتمعات الأسيوية. اعتقد أن الأسيويين لأنهم عاشوا هنا لزمن طويل علي دراية بكيفية الوصول إلينا وطلب المساعدة . بينما في المجتمعات الشرق أوسطية هناك قيود علي ما يمكن أن تفعله المرأة وعلي ذلك تجد المرأة نفسها معرضة لأشكال من العنف المنزلي دون أن تعرف كيف يمكن أن تطلب المساعدة ". أما أكثر ما يقض مضاجع هؤلاء المسئولين ومن خلفهم الجمعيات المعنية بشئون هذه الأقليات أن يتحول مفهوم الزواج الإجباري إلي عذاب لا يقوي علي احتماله الشبان والفتيات الذين يكنون عادة في سني= المراهقة الغضة.


قصص واقعية :

(شاذيا قيوم) كانت ضحية لحالة من حالات الزواج الإجباري تقول "حكايتي تبدأ عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري قدمت لي عائلتي صورة لشخص قالوا لي أنه يعيش في باكستان وأنه سيكون زوجي . كما قالوا لي أن ليس لي اختيار في هذا الأمر. مثل أي فتاة في عمري كنت أرغب في أن أكمل دراستي وادخل الجامعة فرضت هذا الزواج فقام أهلي بحبسي في البيت لمدة عام كامل. لم يسأل أي مسئول في المدرسة أو في الشئون الاجتماعية عني أو يسأل أهلي أين أنا فجأة أحسست كأن لا وجود لي في هذه الدنيا ولا أحد يهتم بي عندما بلغت السابعة عشرة من عمري رافقني أهلي إلي باكستان حيث أبلغوني أن مراسم زواجي سوف تتم أو أنهم سيأخذون جواز سفري ويمنعوني من المجيء إلي بريطانيا مارسوا علي كثير من الضغوط النفسية فكان علي أن أقبل وعندما عدت إلي بريطانيا هربت من المنزل وقلت لهم إنني لا أقبل الزواج فكانت النتيجة أنهم نبذوني من العائلة قالوا لي أنني لم أعد ابنتهم ومنذ ذلك الحين لم يتحدث لي أي من أفراد عائلتي أو أقربائي أو صديقاتي كلمة واحدة وكان ذلك منذ عشر سنوات" . شاذيا التي تمكنت من الهرب من عائلتها كي تفلت من الزواج الإجباري ربما حالفها الحظ ووجدت من يعينها على تحمل النبذ والإنكار من أهلها غير أن الكثيرات من بنات جنسها ينتهي بهم الأمر إلي الاقتران بشريك لا يرغبون في العيش معه. والفتيات لسن الوحيدات اللاواتي يقهرن علي الدخول في علاقة علي غير أرادتهن فالرجال أيضا يتعرضوا لنفس الممارسة للإجبار علي الزواج من فتيات من بلدهم الأصلي حتى وإن ولدوا وتربوا في مجتمعات أوروبية. والأرقام تشير إلي أن خمس عشرة في المائة من حالات الزواج الإجباري التي يتم الإبلاغ عنها هي من الرجال. ويؤكد ( عمران رحمن) وهو شاب باكستاني مسلم أجبرته عائلته علي الارتباط بفتاة على عكس إرادته إن حملة من التضليل تمارس من قبل العائلة على الفتى كي يقبل بالواقع في نهاية المطاف.ويقول عمران رحمن : "عقدت خطبتي علي ابنة عمي وأنا في العاشرة من عمري كانت هي في الخامسة من عمرها وجرت مراسم حفل الخطوبة في باكستان وسط أخوتي وعائلتي. بالطبع لم أكن أعي لما يحدث. كل ما كنت أراه حولي هو أن هناك حفلة توزع فيها الحلوى كما أن الناس قدموا لنا هدايا ونقود لكنني لم أكن مدركا لما يحدث من حولي". مشكلة الزواج الأجباري ذات أبعاد متعددة من وجهة نظر المسئولين في أوروبا فهي من جانب نوع من أنواع العنف المنزلي أما الجسدي أو اللفظي يمارس من قبل العائلة علي الفتي أو الفتاة لإجبارهم علي الزواج أحيانا ما يستمر هذا العنف من قبل شريك الحياة تجاه الفتاة التي قهرت علي الزواج عكس رغبتها وفي حالات قليلة ينتهي الأمر بمقتل الفتاة التي ترفض هذه العلاقة. وفي جانب آخر فهي انتهاك لحق أساسي من حقوق الإنسان وفي الأخير فهي مشكلة هجرة فالسيناريو المعتاد هو أن يحصل الزوج أو الزوجة في هذه العلاقة الإجبارية علي حق الإقامة في البلد الأوروبي دون وجه حق وأحيانا علي عكس رغبة الطرف الذي أجبر علي الزواج. تجريم الاجبار على الزواج:وعلي الرغم من هذا الواقع المرير لا يعتبر الزواج الإجباري جريمة بمقتضي القوانين البريطانية فهي مجرد مخالفة مدنية الأمر الذي يستدعي بالطبع عقابا أخف.
والسبب في ذلك هو خوف المسئولين من أن يكون ذلك رادعا للضحايا عن إبلاغ السلطات عن ذويهم وبالتالي يقع الأب أو الأم تحت طائلة القانون. غير أن هناك تأكيدات من المسئولين علي أن أوضاعا ناجمة عن حالات الزواج الإجباري يجرمها القانون مثل الاغتصاب الأمر الذي قد يحدث إثر علاقة زوجية علي عكس رغبة أحد الزوجين أو الاحتجاز القسري في المنزل الذي يمارس ضد الفتيان والفتيات الذين يرفضون الزواج الإجباري. غير أن الجمعيات التطوعية التي تعمل لإنهاء هذه الظاهرة لا تقتنع بهذه الحجج وتسعي جاهدة للضغط علي صناع القرار من أجل جعل ممارسة الزواج الإجباري جريمة .

فائق الاحترام والتقدير ,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضوؤكم يُبهِِرُني فلا تحرموني عبوره ,