الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

القانون يتحكم فى حياتنا, من المهد, الى اللحد

القانون يتحكم فى حياتنا من المهد الى اللحد

فى الدول الشمولية, تتوقع الحكومة من المواطن أن يعرف واجباته, بدون أن تبذل أى مجهود لتعريفه بها, و فى نفس الوقت, فإن الحكومة " تتعمد" أن يجهل المواطن حقوقه, لأن هذا يتفق مع أغراضها.

و فى المجتمعات الراقية, تُقاس درجة الرقى بمدى معرفة الشعب لحقوقه, و مدى إحترام الدولة لهذه الحقوق, كذلك مدى معرفة المواطن بواجباته, و مدى إستعداده للوفاء بهذه الواجبات.

ربما لا يعرف المواطن العادى أن أموره قبل ولادته, و أثناء حياته, و بعد وفاته, يتحكم فيها القانون,

و اليكم الشرح: علاقة الأب و الأم, قبل الحمل فى الطفل, يتحكم فيها القانون, فيصفها بالشرعية, أو الزنا حسب الظروف.

و قت الميلاد, سيحدد القانون فى شهادة الميلاد جنس المولود, ذكرا أم أنثى, كما سيحدد اسماء الأبوين, و تاريخ الميلاد, و مكان الميلاد, و دولة الميلاد. بل و ديانة المولود.

كل هذه البيانات التى يتطلبها القانون هى بيانات خطيرة, تلاحق المولود حتى مماته, و بعد ذلك.

راتب الوالد, إذا كان موظفا عموميا او فى القطاع الخاص, سوف يزداد طبقا للقانون, فى شكل علاوة, أو علاوات,سوف تحصل الأم على إجازة حمل, و إجازة وضع, و أجازة حضانة, طبقا للقانون.

إذا لا قدر الله, و حدث خلاف بين الزوجين, سيحدد سن الطفل من له حق الحضانةكذلك سيحدد القانون مدى النفقة المستحقة للحاضن.سن القبول بدار رياض الأطفال سيحدده القانون, كذلك سن القبول بالمدارس الأولية... الخ.

تغيب الطفل عن المدرسة, هل وصل الى الأبوين إخطار من المدرسة كما يتطلب القانون؟أثنا توصيل الطفل الى المدرسة سواء بمعرفة الأب أو الأم, هل أستعملت سيارة؟ هل السيارة مُرخصة؟, هل السائق مُرخص؟ هل تم إستعمال حزام الأمان؟ أصيب الطفل بآلام شديدة و قيئ , عقب تناول وجبة مدرسية, من المسئول؟ المدرسة؟ المتعهد؟ ما هو التعويض الواجب؟

سنعيد كل ما تقدم بالنسبة للطفل الذى أصبح شابا , ثم , أراد الزواج , هل هناك موانع قانونية, هل سبق له الزواج؟, هل توجد زوجة أخرى على ذمته,؟ هل العروسة عذراء أم ثيب؟ الخ.
ثم نكرر لأطفاله ما ذكرناه آنفا.

و كبر الشاب, و اصبح رجلا كبيرا فى السن, وصار في عهدته بعض المال, سيشترى قطعة أرض, سوف يُضيق الروتين الحكومى خناقه على الرجل المسكين, كل ذلك باسم القانون.

ثم يقرر الرجل أن يضع ماله فى البنك.

أفلس البنك, ما هى ضمانات المُودع؟ القانون قد يقول أو لا يقول لك.دخل الرجل سن التقاعد .

ما هى مستحقاته؟ القانون سيقول لك.

توفى الرجل.. وفاة طبيعية؟ .

شهادة وفاة.

و فاة فى حادث, تحقيق بوليس, تشريح الجثة, تقرير الطب الشرعى, إستخراج قرار بدفن الجثة بعد أن ظلت 3 أسابيع فى المشرحة, و اخيرا بعد طلوع روح المرحوم وورثته أيضا, ترخيص بالدفن.

إشهار وراثة..... نزاع مع إخوته حول ديون لم يدفعها, قضايا من الطرفين....... لن تنتهى حتى بوفاة المتقاضين.

المدفن, أين سيتم الدفن؟ هل سيسمح له بالدفن إذا كانت بعض الأقساط لم تُدفع؟؟ سنترك الطفل قليلا, و نركز على المكان الذى يعيش فيه, فإذا كان بيتا مملوكا, فعقد الملكية يحكمه القانون,و إذا كانت شقة مُؤجرة, فسيحدد القانون ما إذا كانت إيجار قديم أم حديث, و مدى الزيادة السنوية, و من له حق الإنتفاع بالشقة , وهل الإيجار مُورث, و هل الإيجار قابل للتوريث... الخ,

سندخل الآن الى الشقة, هل الأثاث ضمن الإيجار؟ أم ملك للسكان؟ فإذا كان ملكا للسكان, هل هو مُؤمن عليه أم لا؟ هل يحتفظ الأب و الأم بإيصالات شراء الأثاث للحصول على تأمين عند الضرورة ؟ ...الخ.

هل إكتفيتم؟؟

هل عرفتم الآن كيف أمسك القانون بقبضته على أعناقكم؟

هل يكفى هذا لإقناعكم بأهمية معرفة القانون؟

إذا كان كل ذلك لا يكفى,..... فعليكم السلام.

فعلاً القانون أس وأساس الحياة , ويكفي أنه يعالج أهم مبادئها وهو العدالة .

غير أننا يجب أن نشير أن العدالة المطلقة لا تتحقق إلا في الآخرة , أما مع القوانين الوضعية فهي تحاول قدر الإمكان تحقيق العدالة النسبية . والجدير بالذكر , أنه في هذا العصر يدرس بعض الناس القانون لأسباب مختلفة // مُتخلِّفة !! فيدرسونه ليتعلموا كيفية الهروب من ثغراته و دهاليزهو يدرسونه ليتعلموا كيفية الاستيلاء على حقوق الاخرين بشكل قد يبدو مشروعاويدرسونه ليتعلموا كيفية الهروب من الوقوع تحت طائلته عندما يقومون بمخالفتهوالأدهى و الأمرّ , ان يخالف الشخص القانون و هو يعلم انه يقترف جريمه فلا يهتز له طرف فالسائد فى عالمنا على مدى العقود الاخيرة ان قوة الشخص و قدرته تقاس بمدى مقدرته على مخالفة القانون دون ان يطاله عقاب فكلما استطعت مخالفة القانون علانية و جهرا كنت اقوى و اجدر بالمهابة - تماما كالغابة - فذلك معناه انك شخص من علية القوم - او مسنود منهم على اقل تقدير.

ولا ريب ان اى اصلاح سياسى او اجتماعى او اقتصادى لابد ان يسبقه اصلاح فى تلك المفاهيم الفاسدة ولا ريب ان الدول التى تقدمت و تسود العالم حاليا ما تسنى لها ذلك الا بفضل انظمة قانونية صارمة و مجردة ان احترام القانون هو جوهر الحضارة ولم تتقدم بلاد و تتخلف اخرى الا باختلاف مواقفها من القوانين و الانظمة فلعل يوما يجىء و ندرك ذلك .

فائق الاحترام والتقدير ,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضوؤكم يُبهِِرُني فلا تحرموني عبوره ,