ويحُك يا هذا
كم مرةً أخبرتني أنك ستغيب طويلاً ..؟
كم مرةً كنت تقسم فيها بحدِّ نصل الخنجر
أنك ستغيب دون رجوع
وتعود مرةً أخرى
ينزفُ الطريق
من نقر خطواتك
تطأطئ رأسك
كطفلٍ يعتذر
ينشد السماح
يطلب الغفران
:. آسف لم أستطِع .:
وعندما تصطفق الأقداح نخب رجوعك
تعودُ مجدّداً بفكرة الغياب
فتخترع قارورةً ترمي فيها نفسك
وتطلب أن أقذفك بها في البحر ..!
ليس الغياب دواءً لوجعك
أو ضماداً لجرحك
لا بد أن تفتح الجرح
وتعالجه من جذوره
وبعدها لك مطلق الحرية
تضمد الجرح
أو تلّفه بالشاش
أنت لا يمكنك ن تبتعد عني
لأنك بدوني سراب
لأنك سديم
لا شيء
وهل تتحدى ..؟
لا تهددني بوعودك الزائفة
بتُ أضحك من قيثارات تلك الوعود
خانك الوقت ؟
أم خانك سوء العزف على القيثار ؟
خذْ الناي إنْ كان ينفع ؟
أو هاك المزمار ..
أنت طفلٌ تريدُ أن تلعب الأرجوحة
لكنك لا تدرك أن الأرجوحة تحتاج
لحبلين مشدودين
أنت سمكةٌ تريد أنْ تعود للديار
لكنك لا تعلم أنْ المياه هاجرت البحار
يؤلمني كثيراً غباؤك
يحزُّ في قلبي نغم قيثاراتك الخائبة
ترقص على مواجعك
وترمي تهديداتك
ثم تأتي تطلب السماح
وعليّ أن أغفر لك دوماً وأبداً
لأنك
معشوقي الصغير
طفلٌ لا يدرك ملامحه إلا بمرآتي
لأنك طفلٌ لا يحترف صنع
طيارات ورقية ..
ليسافر بها بعيداً .. بعيداً ..
خلف الأفق
ويخفي رجوعه ..
مساء الخميس
8 ديسمبر 2005